نموذج غرامين: الابتكار في الإقراض الجماعي
يعود النجاح غير الطبيعي لبنك غرامين في بنغلاديش إلى تطبيق منهجية محددة سمحت لبنك غرامين إعطاء قروض متناهية الصغر للفقراء بدون ضمانات تقليدية. تقوم منهجية غرامين على أساس مجموعات من خمسة أعضاء لكل منها ومنظمة ضمن مراكز من حوالي سبعة مجموعات ، وعلى جميع أعضاء الفريق أن يتعلموا الإجراءات الأساسية للبنك دون أن يحصلوا على أي تدريب في نشاط أعمالهم.
وتعتبر الاجتماعات الدورية للمجموعة أمر أساسي ، بالإضافة إلى ضرورة ادخار مبالغ صغيرة بشكل دوري كأساس للحصول على القرض.
أن معدل قيمة القرض حوالي 100 دولار غير انه بمقدور الأعضاء زيادة حجم القرض مع الزمن وذلك بالاعتماد على التاريخ الائتماني للفرد وللمجموعة ، علما بأن غالبية أعضاء المجموعة من النساء حيث يشكلن 96 % من عملاء بنك غرامين ، والتى تعتبر صفة هامة جدا تعتبر إحدى أهم عوامل نجاح منهجية غرامين.
تطلب البنوك التقليدية ضمانات مثل ارض أو منازل لا يملكها عملاء غرامين ، وان ابتكار غرامين هو الاعتماد على ما يعرف باسم "راس المال الاجتماعي".
فبأسلوب المجموعة المطبق من قبل البنك ، يؤدي تخلف احد أعضاء المجموعة إلى فقدان جميع أعضاء المجموعة حق الولوج إلى القروض مما يدفعهم إلى استبعاد من يعرفون بعدم الوفاء، كما ويدفعهم إلى مراقبة أعضاء الفريق في استخدامهم لأموال القرض وان يلزموا المتأخر بالدفع أو حتى التسديد نيابة عنه ، وعليه يقوم المقترضون بالسداد لأنهم يرغبون الاحتفاظ بالمقدرة على الولوج إلى قروض مستقبلية بمبالغ اكبر.
أن أسلوب المجموعة، علاوة على انه يخفض تكاليف البنك، له صفات تضمن نسبة الوفاء المرتفعة.
أن الصفة الناجحة الملفتة للنظر في منهجية غرامين هي طريقة تطبيق ضمان المجموعة ، فبعكس الكثير من أساليب الإقراض الجماعي، لا يطلب من المقترضين التوقيع على أي مستند قانوني كما لا يعتبر الأعضاء الآخرون ملزمون قانونا بالدفع في حالة تخلف احد أعضاء الفريق ، فان الضغوطات الاجتماعية والولوج المستمر للقروض المستقبلية هما من الأسباب والحوافز الرئيسية التي تدفعهم للوفاء.
يطبق بنك غرامين المدخرات كجزء من منهجية الإقراض الخاصة به ، فعلى كل عضو أن يدخر 5% من القرض المستلم ضمن المجموعة ، ويعد ذلك مدخرات إلزامية ويعطي للبنك حماية ضد التخلف عن الوفاء. أن ادخار الأعضاء الاختياري ليس بكثير الانتشار بين عملاء غرامين على الرغم من أن البنك بدأ بتوفير هذه السلع المالية بسبب ارتفاع الطلب على خدمات الادخار في البلاد.
منهجيات الإقراض في المنطقة العربية
بالرجوع إلى المسح الذي قام به صندوق التنمية التابع للأمم المتحدة في المنطقة العربية والذي نشر عام 2004 ، تعتبر منهجية الإقراض الجماعي بأنها الأكثر استخداما بين مؤسسات التمويل متناهي الصغر في المنطقة العربية فحوالي 70 % من عملائهم هم أعضاء في مجموعات ، إلا انه إذا تم استثناء المغرب من هذه الدراسة، لأن الإقراض الفردي الأكثر شيوعا بالمغرب ، كما انه في دول أخرى مثل اليمن تستخدم أغلبية المؤسسات المجموعات بهدف تقليل التكلفة حيث أن هناك نوع من الضغط الاجتماعي إلا أن أعضاء المجموعة لا يضمنون الأعضاء الآخرين بالوفاء.
الخلاصه
تطرقنا إلى المنهجين او الأسلوبين الأكثر أهمية في الإقراض متناهي الصغر ( الإقراض الفردي والجماعي) .
يمكنك الإطلاع على الجزء الأول من هنا "الجزء الأول"
على مؤسسات التمويل متناهي الصغر أن تتبنى المنهج أو الأسلوب الذى يتلائم مع أسواقها، وبيئتها، ومقدرتها الداخلية على تقديم الخدمة مع الأخذ بعين الاعتبار الجوانب السلبية لكل منها.
أن الإقراض بضمان المجموعة يسمح لمؤسسات التمويل متناهي الصغر الوصول إلى عدد اكبر من المقترضين الفقراء الذين لا يملكون الأشكال التقليدية من الضمانات ، فقد توفر منهجيات المجموعة الوقت والأموال على المؤسسات إلا أنها في حالة تطبيقها في البيئة غير الملائمة فقد تؤدي إلى خلق مشاكل في إدارة العلاقات بين أعضاء المجموعة مما ينعكس على سلوك الوفاء للعملاء.
وقد طورت بعض المؤسسات المنهجين معا فتقوم بمنح قروضا فردية إلى أفضل عملائها.
وتعتبر القروض الفردية أكثر مرونة وملائمة للعملاء الذين يحتاجون مبالغ اكبر عند نمو أعمالهم ، علاوة على عدم الحاجة إلى ضمانات المجموعة إذا كان الماضي الائتماني للفرد جيدا.