التمويل متناهى الصغر
من المتعارف عليه أن التمويل متناهي الصغر هو أداة قوية للتطوير الاقتصادي . يعتبر التمويل الأصغر أداة ذات فعالية كبرى لمحاربة الفقر إلا انه يجب استخدامه بالتزامن مع أدوات تطويرية أخرى وذلك لأنه لا يمكن اعتبار كل أصحاب الدخل المتدني عملاء مناسبين لمؤسسات التمويل متناهي الصغر.
لمن التمويل الأصغر ؟
تقدم مؤسسات التمويل متناهي الصغر هذه الخدمات المالية الأساسية إلى الفقراء وذوي الدخل المتدني، أو إلى أصحاب المشاريع صغيرة الحجم، الذين لا يستطيعون دخول الأنظمة المالية الرسمية. فقد عملت مؤسسات التمويل متناهي الصغر على تطوير سلع محددة ومنهجيات خاصة لتجاوز نقص الضمانات لدى العملاء وبذلك تجعلهم مؤهلين للحصول على قروض وخدمات مالية أخرى.
من هم عملاء التمويل متناهى الصغر ؟
إن عملاء التمويل متناهي الصغر هم "الفقراء النشيطين اقتصاديا" أو الأفراد ذوي الدخل المتدني غير القادرين على دخول مؤسسات التمويل الرسمي. ويجب أن يكون لدى هؤلاء العملاء فرصا اقتصادية ومهارات أعمال حيث انه لا يجب أن تستخدم الأموال التي يستلمونها لأغراض الاستهلاك بل لأغراض منتجة. ولهذا السبب، يعتبر أفقر الفقراء، أو المحرومون، خارج الفئة المستهدفة لمؤسسات التمويل متناهي الصغر.
مؤسسات التمويل الأصغر
مؤسسات التمويل متناهي الصغر هي مؤسسات مالية قد تكون غير ربحية، أو مؤسسة مالية منظمة أو بنك تجاري تقدم سلع وخدمات مالية متناهية الصغر لعملاء وأصحاب مشاريع من ذوي الدخل المتدني.
هدف مؤسسات التمويل الأصغر
الهدف من مثل هذه المؤسسات هو تقديم الخدمات المالية إلى أولئك الذين قد يتم استثناءهم من النظام المالي الرسمي.
ما هو المشروع متناهى الصغر ؟
و من اجل وضع تعريف عام وفقا لمؤسسة (ACCION) العالمية، وهي شبكة لمؤسسات التمويل متناهي الصغر أن المشاريع متناهية الصغر هي مشاريع أعمال صغيرة الحجم في القطاع غير الرسمي ، وعادة ما توظف هذه المشاريع أقل من 5 أفراد وقد يكون فى بعض الحالات أكثر من ذلك ، وقد يكون مركزها خارج البيت وتكون المشاريع متناهية الصغر مصدر الدخل الوحيد للأسرة في غالب الأحيان وقد تكون مصدرا آخرا من مصادر دخلها .
أمثله للمشاريع متناهية الصغر
ومن الأمثلة على هذه المشاريع متناهية الصغر أكشاك البيع الجزئي، مشاغل الخياطة، مشاغل الخشب ومواقع البيع في الأسواق ، وتندرج بعض ( مشاريع الأون لاين ) من ضمن تلك المشاريع .....الخ .
نشأة التمويل الأصغر
تم الاعتراف بهذه الصناعة بشكل رسمي في عام 1997 خلال المؤتمر الأول للإقراض متناهي الصغر ( من خلال الدعوة لمؤتمر الإقراض الجزئى ) والذي حضره 2900 ممثل عن 137 دولة تمثل بذلك حوالي 1500 مؤسسة والذي عقد في واشنطن. ومنذ ذلك الحين، بدأ التركيز يتحول من الفكرة الاجتماعية التي اعتبرت منح القروض على انه الأهم، إلى الحاجة إلى الاستمرار المالي عن طريق منح مجموعة متكاملة من السلع المالية والوصول إلى عدد اكبر من الأفراد. إن "الجيل الأول" من المؤسسات ، والتي غالبا ما كانت مؤسسات غير حكومية ، قدم القروض فقط خلال ثلاثين عاما منذ السبعينات. وحتى في يومنا هذا تبقى الصعوبات موجودة عند النظر إلى التمويل متناهي الصغر كمجموعة من السلع المالية التي يمكن تقديمها على أساس الاستمرارية.
ما السبب وراء منح هذه المؤسسات للقروض فقط؟
لقد افترضوا أن الفقراء غير قادرين على التوفير وإنهم يحتاجون القروض فقط ، إلا انه تم إثبات عدم صحة ذلك ، ففي عام 1984 عندما قدم بنك راكيات الاندونيسي ، وهو اكبر مؤسسة للتمويل متناهي الصغر حسابات توفير للفقراء دون تحديد الحد الأدنى للإيداع قد حقق بذلك نجاحا غير طبيعي. فقد سجل قسم التعاملات البنكية متناهية الصغر التابع لبنك راكيات 3.1 مليون من حسابات القروض يقابلها 29.9 مليون حساب توفير بمعدل قرض يبلغ 542 دولار أمريكي ومعدل رصيد حساب التوفير الواحد بمبلغ 118 دولار أمريكي. وبإتباع خطوات بنك راكيات الاندونيسي والخبرات العالمية الناجمة الأخرى ، بدأ الوضع بالتغير وبدأت مؤسسات التمويل متناهي الصغر بتقديم خدمات مالية إضافية ، ويولد ذلك أملا كبيرا للمستقبل. ونقتبس هنا كلمات محمد يونس، مؤسس بنك غرامين "يمكن القول أن سبب وجود الفقراء اليوم يعود إلى عدم قيام المؤسسات المالية بدعمهم في الماضي". انه من الأهمية الكبرى أن نوفر الخدمات المالية للأفراد الذين قد يحرمون من استخدام أنظمة التمويل الرسمية وبالتحديد يجب تقديم التمويل متناهي الصغر، كـ مجموعة كاملة من السلع المالية وليس فقط الإقراض.
وتركز معظم البرامج على النساء وتستخدم أساس التوفير والإقراض الجماعي. فقد تم إثبات أن ذلك الخيار جيد بشكل عام إلا انه يفضل عدم الالتزام بالقاعدة العامة. فكل واحدة من المنهجيات المختلفة، إضافة إلى نقاط ضعفها وقوتها، يجب أن تلاءم البيئة المحلية ، فالذي نجح في بيئة ريفية في جنوب شرق آسيا قد يؤدي إلى نتائج ضعيفة في بيئة مدنية في الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا. إن أسباب وجود فجوة كبيرة بين عرض وطلب خدمات التمويل متناهي الصغر كثيرة ، إلا انه يجب التركيز بشكل خاص على فشل البرامج الحكومية الكثيرة ، قوانين تحديد سقف للفوائد على القروض بدلا من حماية الفقراء يقلل من عرض القروض متناهية الصغر والصعوبات التي تواجهها البنوك التجارية لدخول مجال التمويل متناهي الصغر. غير أن هذا السلوك قد بدأ بالتغير ، وبدأت تتغير القوانين تدريجيا لتوازن بين حمايه الفقراء و وخدمات التمويل متناهى الصغر ، فقد لجأت الكثير من الحكومات إلى التوقف عن المنح المباشر لخدمات التمويل متناهي الصغر وقامت بدعم مؤسسات التمويل الأصغر ، إضافة إلى أن الكثير من البنوك التجارية دخلت بشكل مباشر أو غير مباشر إلى هذا المجال الآخذ بالنمو.