مقدره شركات التمويل على الإستمرار
قبل الحديث عن الاستمرارية المالية لمؤسسات التمويل متناهى الصغر يجب لفت النظر إلى نقطه هامه وهى مقرضى الأموال .
مقرضى الأموال
مقرضو الأموال يعتبروا من ضمن المنافسون المباشرون لمؤسسات التمويل متناهي الصغر ، فالأفراد الفقراء والفقراء النشيطين اقتصاديا ، و المستبعدون من النظام المالي الرسمي، قد يلجأون إلى هذا البديل كمصدر غير رسمي من مصادر الأموال في معظم الأحيان.
أن الفوائد التي يفرضها مقرضوا الأموال غالبا ما تفوق وبشكل كبير تلك التي تفرضها مؤسسات التمويل متناهي الصغر ويشعرون عملائهم أن تلك الفائدة أقل بكثير من فوائدهم، وكثيرا ما يواجه المقترضون سلوكا غير قانوني.
إلا انه من الضروري فهم سبب تقييم الفقراء لخدماتهم والتعلم من تلك الصفات ، وتشمل تلك الصفات ( بساطة الإجراءات، صرف الأموال في الوقت المناسب والمرونة العالية عند طلب الضمانات ) .
ومن الجدير بالذكر يعد التمويل متناهي الصغر خليطا من هذه الصفات على شكل مؤسسات مالية رسمية.
الاستمرارية المالية
من اجل قيام مؤسسات التمويل متناهى الصغر بالأعمال ، تحتاج تلك المؤسسات المالية والمنشآت بشكل عام إلى الأموال.
ويمكن جمع هذه الأموال بطرق متعددة:
- إصدار الأسهم (التي يطلق عليها حقوق الملكية)
- الحصول على القروض التي يطلق عليها عادة اسم السندات والقروض من المؤسسات المالية الأخرى.
- بالنسبة للبنوك يمكن جمع الأموال من ادخارات العملاء وإستثمارها فى هذا المجال.
- الحصول على الأموال من مصادر أخرى مثل : التبرعات أو الهبات أو القروض قليلة نسبة القائدة (بأسعار فائدة اقل من الفائدة السوقية).
علما بأن الأهمية النسبية لهذه المصادر المتنوعة تختلف باختلاف مؤسسات التمويل.
فالمؤسسات غير الحكومية غالبا ما تعتمد على دعم المتبرعين أو القروض حيث لا يسمح لهم بجمع الودائع ، بينما تعتمد البنوك التجارية على مصادرها الخاصة للأموال مثل ودائع العملاء (التوفير) وراس مال المالكين.
فان جمع الودائع عادة غير مسموح به للمؤسسات غير الحكومية بسبب الحاجة إلى رخصة بنك خاصة من اجل حماية المودعين في حالة عدم مقدرة المؤسسة على الوفاء.
ففي الوقت الحاضر، تعتبر التبرعات والاقتراض من البنوك من أهم مصادر الأموال بالنسبة لمؤسسات التمويل متناهي الصغر، وبالتالي فهي ليست في وضع مالي جيد.
أن الاستمرارية المالية هي مقدرة مؤسسة التمويل متناهي الصغر على تغطية كافة مصاريفها دون الاعتماد على الهبات والدعم.
وانه من وجهة نظر كافة شركات التمويل متناهي الصغر تعتبر الاستمرارية ضرورة من اجل الوصول إلى اكبر عدد ممكن من الأفراد.
حيث أن مؤسسات التمويل متناهي الصغر، في حالة استمرارها في الاعتماد على التمويل المحدود للمتبرعين أو القروض ذات الفوائد العالية، ستكون قادرة على الوصول إلى عدد محدد من الأفراد.
معظم مؤسسات التمويل متناهي الصغر تقبض التبرعات، وتحصل على القروض الميسرة وخدمات بأسعار اقل من مثيلاتها في الأسواق أو أي شكل آخر من الدعم وهذا لا يعد كافيا للإستمرارية المالية
يعتبر النجاح غير العادي لكثير من مؤسسات التمويل متناهي الصغر حول العالم هو رفع الطلب والحاجة إلى راس المال ولهذا السبب هناك جدل كبير حول ما إذا كان على مؤسسات التمويل متناهي الصغر الحصول على التمويل التجاري وإتباع قواعد الربح.
فان الاستمرارية المالية هي الطريق الوحيد الذي يمكن المؤسسة من إيصال خدمات التمويل متناهي الصغر على مستوى واسع بشكل يؤثر بشكل كبير على تخفيض الفقر.
وقد تم تطوير مجموعة النسب لتحليل استمرارية مؤسسات التمويل متناهي الصغر ، وان هذه النسب مقبولة قبولا عاما وتساعد على المقارنة بين مؤسسات التمويل متناهي الصغر حول العالم.
وان من أهم هذه النسب نسبة الكفاية الذاتية التشغيلية ونسبة الكفاية الذاتية المالية . ( سيتم التطرق لها بشكل مبسط فى موضوع لاحق ) .
وتعتبر نسبة الكفاية الذاتية المالية مؤشرا لحظي عن التمويل متناهي الصغر الذي تحلل الكفاية الذاتية المالية لمؤسسة التمويل بعد كل التسويات اللازمة لمعالجة كافة المصادر على أساس أسعار السوق.
الكفاية الذاتية التشغيلية والمالية
الكفاية الذاتية التشغيلية (ك ذ ت) (%) = الربح التشغيلي / المصاريف التشغيلية
ويقيس ذلك الدرجة التي يغطي فيها الربح التشغيلي المصاريف التشغيلية.
وأية نتيجة اكبر من 100 % تشير إلى أن المؤسسة الخاضعة للتقييم تتمتع بالكفاية الذاتية التشغيلية، فان المؤسسات القادرة على الاستمرار التشغيلي هي تلك القادرة على تغطية تكاليفها بواسطة إيراداتها التشغيلية.